إهداء الترجمة: إلى بدور حسن
حينما
ضَفَرْتَ إكليلَ الحصادِ
ورَّطْتَ
الصّمتَ المُعتَّقَ الذي فيك
الذي في
القمحِ الذي لا يصدأُ
بل يتّقدُ
كلّما ضاقَ ثنيةً إثر أخرى
ليصبح
إكليلًا مُميَّزًا،
عُقدةَ
حُبٍّ معروضةً من قشّ.
اليدان
اللتان هرمتا معانقتَيْن العكاكيز والخيزرانات
وأمسكتا
بالمهاميز في عُمْرٍ من قتال الدّيكةِ
أصغتا
لموهبتهما وعملتا بِعَزمٍ مُحْكَمٍ
إلى أن
تحرّكتْ أصابعكَ بعفويّةٍ:
أُدرِكُه
وألمسُه بأصابعي كما لو كان لوح برايل،
مُستخرِجًا
من المحسوس ما لا يُقال،
ولو
اختلستُ النَّظرَ في حلقاته الذّهبيّةِ
أرانا
نمشي بين مُنحدرات سكّة الحديد
إلى
مساءٍ من العشب الطويل والبرغش،
ودخانٍ
أزرق يتصاعد، ومساكب ومحاريث عتيقة بين الأسيجة،
إعلان
مزادٍ على جدارِ كوخٍ –
وأنت
تحمل إكليلَ حصادٍ في عُروة سُترتك،
وأنا مع
سنّارة صيد، يغمرني الحنين أصلًا
لنشاط
هذه المساءات الهائل، فيما عصاكَ
تلطمُ
حوافَّ الأعشاب والشّجيرات
تهزم
الزّمنَ، وتضرب، ولكن لا تُجفلُ
شيئًا:
البلدةُ الأصليّة تلك
لا تزال
معقودةَ اللّسانِ في القشِّ الذي تعقده يدكَ.
غايةُ
الفنِّ هي السّلامُ
يمكن أن
يكون شعار هذه الأداة الهشّة
التي
علَّقْتُها على خزانتنا الخشبيّة –
مثلَ
مصيدةٍ فاغرةٍ
انسلّتْ
منها روحُ الحنطةِ منذ قليلٍ
ولكنّها
صُقلتْ بفعل مرورها فيها، وما تزال دافئةً.
0 comments:
Post a Comment