عن المشي إلى الخلف
كانت
أمّي تمنعنا من المشي إلى الخلف. هكذا يمشى الموتى، كانت تقول. من أين أتت بهذه
الفكرة؟ ربّما من ترجمةٍ رديئةٍ. فالموتى، في نهاية المطاف، لا يمشون إلى الخلف بل
يمشون خلفنا. لا رئات لهم ويعجزون عن المناداة ولكنّهم يودّون لو نلتفت. هم ضحايا
الحبّ، كثيرون منهم.
عن الموناليزا
كلَّ
يومٍ كان يسكبُ سؤاله فيها، كما تسكبُ الماء من إناءٍ إلى آخر، فينسكب. لا تقل لي
كان يرسم أمَّه، الشَّبقَ، إلخ. ثمّة لحظةٌ لا يكون فيها الماء في الإناء الأول أو
الثاني – يا لذلك الظَّمأ الذي كان، وكان هو يظنُّ أنّه سيُنهي
عمله حين تَفْرُغُ الكانڤاس تمامًا. ولكنّ النّساء قويّات. كانت تعرف الأواني،
وتعرف الماء، وتعرف الظمأ الفاني.
عن المطر
كانَتْ
أحلكَ من الزّيتون في الليلة التي غادرتُ فيها. وحينما كنتُ أركض قرب القصور،
مُبتهجةً بشكل غريبٍ، بدأتْ تمطرُ. يا لتلك الفكرة، في نهاية الأمر – هذه الأشكال
الصغيرة! سأتوه حين أُحصيها. مَنْ أوّلُ مَنْ فكَّرَ بها؟ كيف وَصَفَها للآخرين؟
هناك على البحر تُمطر أيضًا. لا تهطل على أحد.