Tuesday, December 17, 2019

ترنيمة الخلق - الرگڨدا




اللاوجودُ ما كانَ ولا الوجودُ:
لا الفضاءُ كانَ، ولا السّماءُ التي فوقه.
ما الذي خفي؟ وأين؟ وبرعايةِ مَنْ؟
وهل كانت مياهٌ عميقةُ الغور؟

الموتُ ما كانَ ولا الخلودُ؛
لا أمارةَ لليلٍ أو نهار.
بقوّته الكامنة نفخ الأحدُ بلا ريحٍ:
ما كان شيءٌ موجودًا إلّاه.

في البدء كانت الظُّلمةُ مسجّاةً بظُلمةٍ؛
بلا أماراتٍ ظاهرة، كان الكلُّ ماءً.
من العدمِ المكتنفِ ظهرَ
الأحدُ بقوّةِ الحرارةِ كان.

في البدءِ كانت الرّغبةُ في الأحدِ:
كانت البذرةَ الأولى، نتاجَ الفكرِ.
الحكماءُ بحثوا في قلوبهم بحكمةٍ
وأدركوا صلةَ الوجودِ في اللاوجود.

بصيصُهم نشرَ النُّور في الظّلمة:
ولكن هل كانَ الأحدُ أعلى أم أسفل؟
كانتْ قوّةُ الخلقِ، وقوّةُ الخصوبة:
الطّاقة في الأسفل، وفي الأعلى الحافزُ.

من يعرفُ يقينًا؟ ومَنْ سيُصرّح هنا؟
من أين نشأ الخلقُ، ومن أين كان؟
ولدَ الآلهةُ بعد خلقِ العالمِ:
فمَنْ يعلم من أين نشأ؟

لا أحد يعلم من أين الخلقُ نشأ؛
وما إذا كانَ الأحدُ قد خلقه أم لا:
ذاكَ الذي يرقُبُه من عليائه،
هو وحدهُ يعلم ولعلّه هو أيضًا لا يعلم.
*****

* عن الترجمة الإنگليزيّة لـ آرثر أ. مكدونِلْ


Share:

0 comments:

Post a Comment